غزة ، رام الله - وكالات الانباء
اكد مصدر فلسطيني رفيع المستوى ان رئيس السلطة محمود عباس اجرى ليلة الخميس وصباح امس سلسلة مشاورات مع رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني احمد قريع والوفد المرافق له بشان وقف المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي بسبب قيام اسرائيل بإرتكاب مجزرة راح ضحيتها 20 شهيدا في قطاع غزة واستمرارها في بناء المستوطنات وتوسيعها ما يجعل من المفاوضات امرا عبثيا لا جدوى فيها.
وقال المصدر الذي فضل عدم كشف هويته لمراسل "سما" ان عباس تلقى عدة اتصالات من مسؤولين اوروبيين ومن وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بشان تلك القضية حيث اوضح الرئيس لرايس ان المفاوضات في ظل استمرار اسرائيل في تصعيد عدوانها على الشعب الفلسطيني وخصوصا في قطاع غزة يجعل منها أمرا غير عادي وعبثيا لا جدوى فيه ، مشيرا الى ان رايس ضغطت على عباس وقريع من أجل الاستمرار في اللقاءات والاجتماعات مع الجانب الاسرائيلي في خضم مفاوضات الحل النهائي وذلك تطبيقا لرؤية الرئيس الاميركي جورج بوش في اقامة الدولة الفلسطينية قبل انتهاء ولايته.
وكشف المصدر ان عباس هدد واشنطن بتقديم استقالته وحل كافة لجان التفاوض مع الجانب الاسرائيلي اذا استمرت اسرائيل في تصعيد عدوانها ضد ابناء الشعب الفلسطيني الاعزل ، مشيرا الى ان رايس وعدت عباس بالضغط على الحكومة الاسرائيلية من أجل وقف تصعيد عدوانها ضد الفلسطينيين ووقف تام لبناء المستوطنات في اسرائيل.
من جهته ، شكك رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات امس في قدرة الوفد الفلسطيني على الاستمرار في المفاوضات ، في ظل تواصل الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال عريقات في تصريحات صحفية "بعد ساعات من اغتيال إسرائيل قائدا كبيرا في سرايا القدس ، شمال الضفة ، لا يمكن للسلطة الفلسطينية أن تقبل بمواصلة المفاوضات ، جنبا إلى جنب ، مع تواصل الاعتداءات والاستيطان" مؤكدا "أنهما خطان لا يلتقيان أبدا". وردا على سؤال حول إمكانية تعليق المفاوضات ، قال "إنها لم تبدأ أصلا ، ولن تبدأ في ظل هذه الاعتداءات" ، مؤكدا أن اللقاء الأخير ، الذي قيل إنه تناول قضايا الوضع النهائي ، لم يتناول سوى قضيتي المستوطنات وضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية. وأضاف "اللقاء لم يناقش أيا من قضايا الوضع النهائي".
وحمل عريقات اللجنة الرباعية الدولية مسؤولية استمرار العدوان ، وقال "إذا استمر العدوان فإن الرباعية تكون قد فشلت في الدور المنوط بها".
وأكد عريقات أن "إسرائيل بمواصلتها العدوان تضع حدا لمسار العملية السياسية ، وتفرض أجندتها العدوانية سلفا" ، مشددا على أن هذه الجرائم"ستدمر كل احتمال للوصول إلى تسوية".
ورأى عريقات في التصريحات التي نقلتها صحيفة الشرق الاوسط أن عام 2008 في ظل الاستيطان والعدوان الإسرائيليين "لن يكون لا عام اتفاق ولا عام دولة ، وإنما سيكون عاما مثل بقية الأعوام الماضية.. عام استمرار الجرائم والعنف".